المانيا بالعربي24: ثقافة التبرع بالأعضاء هي ثقافة غير شائعة على الإطلاق بين اللاجئين، ولا في المجتمع الألماني، فقد بلغ عدد المتبرعين في ألمانيا 955 متبرعاً و جميعهم تبرعوا بأعضائهم بعد وفاتهم، و مع ذلك توفي 901 شخصاً في ألمانيا، و هو ينتظر دوره للحصول على تبرع معين، لعدم توافر أي جهات متبعة.
و انطلاقاً من هذا الانخفاض في الجهات المتبرعة، قام بعض اللاجئين بإطلاق مبادرة للتبرع بأعضائهم بعد الوفاة و مساعدة من هم بحاجة فعلاً إلى هذه الأعضاء، و ذلك لأن هذه الأعضاء قد تحيي أكثر من شخص و تعيد الفرح إليهم.
و أحد هذه القصص الملهمة كانت ميديا محمود، و هي لاجئة قدمت من سوريا إلى ألمانيا، و قالت أنها تدعم بشدة مبادرة التبرع بالأعضاء، و قالت أنها وقعت على أوراق عن طريق شركة تأمينها لتعبر عن رغبتها بالتبرع، و أضافت: ” معرفة أني أستطيع مساعدة إنسان أو أكثر هو شعور عظيم لا يساويه أي شعور آخر”، و على الرغم من أن ثقافة التبرع بالأعضاء هو أمر غير متداول و شائع إلا أنني أريد أن أقدم هدية بسيطة مني لهذا البلد الذي قام باحتضاني”.
و في الوقت نفسه لم يؤيد اللاجئ بلال القادم من دمشق إلى ألمانيا هذه الخطوة، و يرفض هذه الفكرة بشكل تام لو عرف أنه سينقذ غيره لكنه لا يتقبل هذه الفكرة على الإطلاق.
و قالت هيفين جعفر مهاجرة من حلب، أنها ترفض هذا الموضوع جملة و تفصيلاً، و تشعر أن مجرد النقاش به يجعل جسدها مباح، و هي ترى أن الموت بحد ذاته أمر كبير و مخيف ، فماذا سيكون الأمر عند التفكير بإزالة أعضاء من جسدك.