أخبار المانيا

من دمشق إلى برلين…قصة عائلة سورية عانت كثيراً للم شملها

من دمشق إلى برلين...قصة عائلة سورية عانت كثيراً للم شملها
إعلانات

تقول رهام الكوسا اللاجئة السورية في ألمانيا:” لقد كنت من بين سبعمائة ألف لاجئاً فروا من حرب سوريا وذهبوا إلى ألمانيا التي وفرت المأوى لنا جميعاً، فبعد عام من مغادرتي لسوريا في سن الـ 23 عاماً، حاولت الاجتماع بعائلتي مراراً وتكراراً في لبنان، الجزائر، السودان، إيران وماليزيا كونها من البلدان التي لا تزال تقدم تأشيرة للسوريين لكن دون جدوى.

فقد كانت الهجرة من أكثر المواضيع رعباً بالنسبة لي، فقد عملت الحكومات الأوروبية على إغلاق حدودها وإبرام اتفاق مثير للجدل مع تركيا للسيطرة على الهجرة غير القانونية، كما انخفض عدد طالبي اللجوء في ألمانيا بنسبة 72.5 في المائة بين عامي 2016 و2017.

وبالنسبة للسوريين فإن الحصول على تأشيرة زيارة إلى ألمانيا اليوم صعب للغاية لأن سلطات الهجرة تشكك فيما إذا كان الشخص لن يعود لسوريا مجدداً، في حال سمحوا له بزيارة البلد.

ولكن إذا قدم اللاجئ السوري إثباتاً أنه قادر على تحمل كل النفقات المالية لأحد أفراد أسرته كي يأتي إلى ألمانيا يسمح له ذلك من خلال برامج خاص للاجئين السوريين والعراقيين، شرط أن يكون اللاجئ السوري حاصل على تصريح عمل وتأمين صحي عام.

وقد بدأ برنامج توطين اللاجئين منذ عام 2013 لجميع السوريين الذين تمت الموافقة على طلبات اللجوء الخاصة بهم، والذين استوفوا شروط اللاجئ في ألمانيا، لذا كي أكون مؤهلة للاستفادة من هذا البرنامج كان علي أن أحصل على وظيفة مستقرة في ألمانيا فضلاً عن تحقيق شرط الحد الأدنى للراتب الثابت، وهذا الأمر صعب للغاية خاصة إن كان المرء بلا لغة وبلا مهارة لازمة، كما أن الحصول على أجر لا يقل عن 2300 يورو في الشهر بعد الضرائب هو أحد أصعب الشروط تقريباً.

ولكن وبصفتي متحدثة باللغة العربية عملت في برلين مع الصحفيين الأمريكيين والألمان المستقلين في سرد قصص القادمين الجدد إلى البلاد والترجمة للبعض والتحدث مع أشخاص في مركز استقبال اللاجئين في برلين.

واستغرق مني الأمر أربعة أعوام كي أصبح قادرة على التحدث باللغة الألمانية إضافة إلى حضور العديد من الدورات، وبعد برنامج تدريبي مدته عام ونصف تمكنت من الحصول على عقد عمل في رويترز كصحفية.

ولكن الأصعب بالنسبة لي لم يكن أتى بعد، حيث كان عليّ أن أختار بين والدي أو أحد إخوتي كي أقدم الطلب، ولكن لأن إخوتي لا يزالون في المدرسة فإن انتظارهم بضع سنوات يكون أفضل، وبعد فترة قامت صديقة لي تدعى باسكيل بتقديم عرض سخي عليّ وهو أن تكفل هي أحد إخوتي لذا طلبت منها التفكير كثيراً في هذا الأمر لأن الكفالة مسؤولية كبيرة جداً، ولكنها وافقت.

وبعد بضعة أسابيع ذهبنا سوياً إلى مكتب الهجرة في برلين ووقعنا على الأوراق المطلوبة، وحين سمع صديق آخر لي بالقصة وهو بريطاني تدخل أيضاً لكفالة أختي الأخرى، ولكن كنا بحاجة لسرعة كبيرة قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهذا ما أعطانا أملاً أكبر بتوحيد عائلتنا مرة أخرى.

وفي غضون أسابيع تلقيت رسالة بالبريد الإلكتروني من السفارة الألمانية تطلب من عائلتي إجراء مقابلة، ويجب أن تتم في إحدى السفارات الألمانية في البلدان المجاورة لذا كان لبنان الخيار الأفضل.

وكان على عائلتي الخروج من سوريا قبل منتصف الليل، وقاموا بتقديم أوراقهم وقيل لهم أنهم لا يحتاجون أحد الأوراق وبعد بضعة أسابيع اتصلت السفارة وطلبت نفس الوثيقة التي رفضتها بداية، لذا قمنا بإعطاء الأوراق مجدداً لأحد أصدقاء والدي الذين يسافرون إلى القنصلية، وبعدها قيل لنا أن هناك مشكلة في جواز سفر والدي دون ذكر المشكلة على وجه التحديد.

وبعد الاتصال بالسفارة لأكثر من 100 مرة بدون أي رد بحثنا عن رقم مخصص للألمان وتمكنا من الحصول على إجازة وعلمنا أن المشكلة هي النظارات في صورة جواز سفر والدي، وعندها علمت أن هذه ليست سوى حجة.

وفي رسالة بالبريد الإلكتروني أخبرتني وزارة الخارجية الألمانية ما يلي: “نظراً للعدد الكبير من الطلبات فإن التفاصيل المتعلقة بالطلبات تعالج بشكل أبطأ”.

وبعدها أرسلنا الأوراق مرة أخرى بعد أن تلقت والدتي اتصالاً بعد أسبوعين وأخيراً وبعد مرور ستة أشهر منذ بداية تقديم الطلب استعد والدي ووالدتي للسفر إلى ألمانيا، انتظرتهم بفارغ الصبر، وعندما رأيت والدي احتضنته وبكيت جداً على كل سنوات الوحدة التي عشت بها وبعد خمسة سنوات أصبحنا أسرة مرة أخرى.

Exit mobile version