المانيا بالعربي- تملأ الصلبان الصغيرة المصنوعة من الخشب والمعدن ما يقدر بـ 108 قبر من مقبرة فلامينيو في العاصمة الإيطالية روما ، بعضها مطلي باللون الأبيض ، وبعضها منحرف أو سقط على الأرض ، وكلها تحمل أسماء نساء.
و هذه ليست أسماء الأجنة المدفونة في القبور ، بل أسماء النساء اللاتي اخترن الإجهاض الشرعي.
و أثار اكتشاف القبور الشهر الماضي من قبل امرأة خضعت لعملية إجهاض ، غضب جماعات حقوق المرأة والنساء المتورطات ، اللائي شجبن الكشف العلني عن الخيارات الطبية الشخصية.
وقالت فرانشيسكا ، إحدى النساء العديدات المتأثرات بهذا الأمر ، لوكالة فرانس برس ، أنها تعتقد بأن شخصاً ما استولى على جسدها ، و أنّ هنالك طقوساً للدفن، و وجود اسمها على الصليب فوق القبر ، كان بمثابة إعادة فتح جرح ، و تابعت: “أشعر بالخيانة من قبل المؤسسات”.
و يشار إلى أنّ الفضيحة اكتشفت لأول مرة الشهر الماضي بعد أن اكتشفت امرأة أجرت عملية إجهاض – في مستشفى مختلف عن المستشفى الذي استخدمته فرانشيسكا – اسمها على صليب في المقبرة ونشرته على فيسبوك ، وهي رسالة سرعان ما انتشرت بسرعة.
وقالت مجموعة ديفرينزا دونا (فرق المرأة) ، إن حوالي 100 امرأة اتصلت بها خضعن لعمليات إجهاض في مستشفيات المدينة.
ومن المقرر أن يلتقي النشطاء بوزير الصحة الأسبوع المقبل وقدموا التماسا إلى النيابة العامة لفتح تحقيق ، كما فتحت هيئة مراقبة الخصوصية الإيطالية تحقيقاً في هذه الممارسة ، والذي يبدو في الوقت الحالي أنه إجراء بيروقراطي منحرف.
جدير بالذكر أنه هناك قانون وطني من عام 1990يدعو إلى حرق الأجنة التي يقل عمرها عن 20 أسبوعاً في المستشفيات ، لكن المستشفيات يمكنها دفن الأجنة التي تم إجهاضها بعد 20 أسبوعاً حتى بدون موافقة أفراد الأسرة.
في حين أن تصاريح المستشفيات المطلوبة لنقل ودفن الأجنة يمكن أن تشمل البيانات الشخصية للمرأة ، و من المفترض أن تظل هذه السجلات سرية.