اخبار المانيا- تعيش أسر السوريين واقعاً أليماً في العديد من بلدان العالم بعد أن شتّت الحرب العائلات وفرقت الأطفال عن أهاليهم.
عبرت أميرة، وهي لاجئة سورية كردية في ألمانيا، عن مأساتها وقالت: “لم أكن أعرف أن فراقي عن ابني الصغير قد يدوم كل هذا الوقت، ولو كنت أعرف هذا لم أتيت إلى ألمانيا أبداً”.
لدى أميرة ابنين، حسين البالغ من العمر 13 عاماً ومحمد البالغ من العمر 16 عاماً، حيث قالت إنها اضطرت أن تختار العيش مع واحد من أبنائها وأن تنتظر فترة من الزمن قبل لم شمل طفلها الثاني، ولكنها لم تتخيل أن فراقها عن ابنها الآخر سيدوم أكثر من سنة.
بدأت قصة هذه العائلة السورية عندما اضطرت تهريب ابنها محمد من مدينة القامشلي خوفاً عليه من التجنيد الإجباري بعد أن بلغ الـ 16 من عمره، كما جاء قرارهم بالسفر واللجوء إلى ألمانيا خوفاً من أهوال الحرب.
نزحت هذه الأسرة أولاً إلى أربيل واستقرت في مخيم للاجئين، وبعد ذلك اتجه ابنهم البكر إلى ألمانيا وطلب اللجوء فيها وهو بعمر الـ 17، وبعد ذلك تقدم بطلب للم شمل أسرته وقُبل طلب الأب والأم ورُفض طلب أخيه الصغير، حيث قالت السلطات الألمانية إن الأخ لا يحق له التكفل بأخيه القاصر، إلا في حال تمكن الأخ اللاجئ التكفل بمصاريف وسكن أخيه، لذلك وجدت هذه الأسرة نفسها أمام خيارين، إما البقاء مع ابنها في المخيم أو الالتحاق بالآخر في ألمانيا، وبعد العديد من النقاشات قررت العائلة الذهاب إلى ألمانيا وترك ابنهم في المخيم مع أقربائهم والبدء بإجراءات لم شمله فور وصولهم إلى ألمانيا، ولكنهم لم يتوقعوا أنهم سينتظرون أكثر من سنة للم شمل ابنه القاصر.
قال كريم الواسطي، خبير حقوقي معتمد لدى منظمة Pro Asyl: “الحكومة والإدارات الألمانية لا تتعامل مع ملفات اللاجئين بالسرعة المطلوبة، مما تسبب بمعاناة كبيرة بسبب فترات الانتظار الطويلة للم شمل الأطفال القاصرين، حيث تنتظر العائلات فترة تتراوح بين سنة إلى سنة ونصف”.
كما وقال الواسطي إن القانون الذي يمنع الأطفال القاصرين بمرافقة الوالدين عندما يتقدم أحد أبنائهم في ألمانيا بلم شملهم جاء بسبب مآرب سياسية للتقليل من عدد اللاجئين الهاربين من الحروب، كما وقال إن السلطات الألمانية تطلب من اللاجئين وثائق تعجيزية غير آخذين بعين الاعتبار الظروف التي واجهها هؤلاء الأشخاص في بلدانهم التي تمزقها الحروب.