اخبار المانيا – كل ما نراه في الصحف والمواقع الأخبارية يتحدّث عن وفيات الكورونا، وعدد المصابين، وتحذيرات السلامة، لكن لهذا الفايروس وجه كئيب آخر، طال المصابين وغير المصابين.
مع بدء الجائحة، فقد الكثير من الشباب أعمالهم، وربما فقدوا معها أحلام وعزائم، ومواهب أصبحت في آخر الذاكرة.
يقول جوردي باتلو (24 عاما)، القاطن في برشلونة، إنه لا يستطيع إخفاء حزنه وهو يحصي عدد طلبات العمل التي أرسلها خلال الأشهر الماضية، رفض مثل هذه الطلبات أو عدم الرد عليها أضحى روتيناً مريراً لخريجي الهندسة والأعمال.
“ضعف التجاوب من الشركات يشعرني بأن كلّ ما قمت به لا يساوي شيئاً”
تصل نسبة البطالة بين الشباب حالياً في أوروبا إلى 17 بالمئة، أي ما يقارب ضعف النسبة العامة للبطالة حسب بيانات يوروستات.
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) كانت قد حذرت في أكتوبر/تشرين الأول 2020 من أن جيلاً بالكامل من الشباب في أوروبا يواجه خطر البطالة، لأن أصحاب الشركات قرّروا تعليق عمليات التوظيف خلال جائحة كورونا، ما أدى إلى “تسونامي” من الطلبات لكل فرصة من عروض العمل.
ارتفع عدد الباحثين عن عمل أو العاطلين في الفئة العمرية ما بين 15-24 في دول الاتحاد الأوروبي بـ5 بالمئة في السنة الماضية حسب يوروستات، إيطاليا وإسبانيا تضررتا بشكل أكبر، فنصف الشباب المنتمين إلى هذه الفئة العمرية لم يجدوا عملا.
يقول باتلو من إسبانيا: “في كل وظيفة تجد نسبة المترشحين ضعف ما كان عليه الحال سابقاً، هذه الوظائف المخصصة للمبتدئين، يتقدم إليها من لديهم خبرة سنتين أو ثلاث”.
من جهتهم، يعترف أصحاب العمل بالأمر، إذ يقول أوليفيي زيشيك، رئيس وحدة توظيف في ألمانيا: إن الشركات ومكاتب العمل توصلت بطلبات توظيف زادت نسبتها 42 بالمئة خلال خريف 2020 مقارنة بخريف 2019، ما جعل المشغلين أمام صعوبة كبيرة في الاختيار.
الكثير من اليأس طغى على الشباب
أظهر استطلاع للرأي أُجري في عام 2020 أن 50% من الشباب يعانون من القلق والإحباط، في وقت تصل فيه تداعيات بطالة هؤلاء إلى استمرار قبولهم بالأجر الزهيد، فضلا عن ارتفاع نسبة اليأس في نظرتهم للمستقبل.
تقول سيليا ماركولا رئيسة المجلس الأوروبي للشباب: “نتلقى رسائل بأنه يجب أن نستمر إلى الأمام وأن كل شيء سيعود كما كان، ولكن خطر فقدان جيل كامل لم يعد مؤقتا”، ولفتت أنها تشعر كما لو أن صناع السياسة الأوروبية باتوا ينسون وضع الشباب.
اقرأ أيضاً: المانيا ستواجه موجة من حالات الإفلاس والبطالة المرتفعة مع استعداد برلين لتمديد الإغلاق