حقيقة وجود فترة انتقالية بعد إلغاء برنامج الجنسية الألمانية السريع

حقيقة وجود فترة انتقالية بعد إلغاء برنامج الجنسية الألمانية السريع.

تستعد ألمانيا لتغيير نظام الجنسية لديها، وهو ما سيؤثر على عدد كبير من الأشخاص.

سيواجه أولئك الذين يسعون للحصول على الجنسية الألمانية ، شروطاً جديدة، فقد قررت الحكومة الألمانية إلغاء خيار الحصول السريع على الجنسية، ومن المتوقع أن تدخل هذه التغييرات حيز التنفيذ في النصف الأول من العام المقبل.

وسيتأثر بهذا القرار جميع الأفراد الذين كانوا يحاولون الحصول على الجنسية بسرعة، وقد يفقد بعضهم فرصهم في الحصول على الجنسية نتيجة للتغييرات الجديدة.

فيما يتعلق بالفترة الانتقالية، فمن المتوقع أن يُعامل الأشخاص الذين قدموا طلباتهم قبل التغيير بطريقة خاصة، إذ من المرجح أن تسمح الحكومة الألمانية للطلبات المقدمة قبل تاريخ محدد بالبقاء ضمن النظام القديم.

وقد أثار هذا الموضوع قلق العديد من المقيمين في ألمانيا، حيث كان الكثير منهم متحمسين لفكرة الحصول على الجنسية بسرعة، والآن يواجهون مستقبلاً غير واضح.

التغييرات في قوانين الجنسية عادة ما تكون صعبة على الناس، وتؤكد السلطات الألمانية أن التغييرات الجديدة تهدف إلى تحسين اندماج المهاجرين في المجتمع، رغم أن بعض الأشخاص يرون أن القرار قد يصعب حياتهم.

ما هو برنامج التجنس السريع؟

هل كنت تعلم أن بعض الأجانب المقيمين في ألمانيا يمكنهم الحصول على الجنسية خلال ثلاث سنوات فقط؟ نعم، هذا ممكن، لكن ضمن شروط خاصة جداً.

ويجب على هؤلاء الأفراد إثبات اندماج استثنائي في المجتمع الألماني، ويشمل ذلك إتقان اللغة الألمانية بمستوى متقدم جداً، والمشاركة في أعمال تطوعية أو العمل في مجالات محددة، وتحقيق إنجازات ملموسة في المجتمع أو في مجال عملهم.

ومع ذلك، يبدو أن الأمور ستتغير قريباً، إذ تخطط الحكومة الألمانية لإلغاء هذا المسار السريع. وبالتالي، سيتعين على الجميع السير في الطريق العادي للحصول على الجنسية، الذي يتطلب “الإقامة لمدة خمس سنوات على الأقل” وإتقان اللغة الألمانية بمستوى جيد، مما قد يجعل الحصول على الجنسية أكثر صعوبة لبعض الأشخاص.

من سيتأثر بالإلغاء؟

تم تطبيق مسار الثلاث سنوات للتجنس لأول مرة في يونيو 2024، ضمن إصلاح شامل لقوانين الجنسية الألمانية، شمل أيضاً السماح بالجنسية المزدوجة لجميع المقيمين.

تعتمد الغالبية العظمى من الحاصلين على الجنسية المسار القياسي، لكن هناك عدد قليل من المقيمين الأجانب الذين تمكنوا من استيفاء متطلبات المسار السريع، وسارع بعضهم لتقديم طلباتهم قبل الإلغاء.

على سبيل المثال، “راشيل”، مطورة برمجيات أمريكية تبلغ من العمر 33 عاماً، كانت حريصة على إكمال شهادة اللغة C1 وتحقيق شروط الاندماج قبل الموعد النهائي، ومن المتوقع أن تحصل على الجنسية في الوقت المحدد.

المفاوضات السياسية والتسوية الائتلافية

في مايو الماضي، كشف وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت عن مشروع قانون يقضي بإلغاء مسار الثلاث سنوات، مع خطط للحد من الهجرة إلى ألمانيا.

وأوضح مشروع القانون أن الهدف هو “تعزيز أهمية الإقامة القانونية في ألمانيا كشرط أساسي للتجنس”.

تم التوافق على هذه التغييرات ضمن تسوية ائتلافية بين المحافظين (CDU/CSU) والاشتراكيين الديمقراطيين (SPD). وأكد نائب البرلمان عن برلين-نويكولن، “هاكان دمير”، أن المفاوضات حول إلغاء المسار السريع ستستمر في سبتمبر، وأنه يؤيد وجود “فترة انتقالية عادلة” لمن لا يزالون ينتظرون قراراً بشأن طلباتهم.

هل من المتوقع وجود فترة انتقالية؟

لم يُحدد حتى الآن، ما إذا كانت فترة انتقالية ستدرج في القانون النهائي، وأوضح دمير أن ذلك يعتمد على الدعم السياسي المتاح لفترة التكيف.

وأشار إلى أن أي طلبات لم تُبت بعد عند إلغاء المسار السريع ستتأثر بالقانون الجديد، وإذا لم تُدرج فترة انتقالية، فلن تتم معالجة هذه الطلبات على أساس المسار السريع، وفقاً للمادة 10 (3) من قانون الجنسية الألماني.

الجدول الزمني المتوقع

من المرجح التوصل إلى اتفاق نهائي حول المسار السريع خلال “أسبوع 8 سبتمبر” عند عودة السياسيين للبرلمان بعد العطلة الصيفية.

وسيتم بعد ذلك، إقرار القانون في “البوندستاغ”، ثم إحالته إلى “البوندسرات” الذي يمثل الولايات الألمانية.

ولا يوجد حتى الآن، موعد نهائي محدد لنشر القانون وتطبيقه.

سيؤثر إلغاء مسار التجنس السريع على بعض المقيمين الأجانب الذين كانوا يأملون في الحصول على الجنسية في وقت أقصر من المسار العادي.

أما بقية شروط الحصول على الجنسية فستظل كما هي دون تغيير، والأمر الأهم الآن هو كيفية التعامل مع الطلبات المقدمة مسبقاً، حيث سيناقش البرلمان كيفية تطبيق فترة انتقالية مناسبة لضمان العدالة.

ينتظر المقيمون المتأثرون بفارغ الصبر معرفة التفاصيل، إذ سيكون القرار النهائي مهماً لمستقبلهم في ألمانيا.